He Sells his Friend

باع صديقه

×

عاد راجيف مرهقا إلى شقته الصغيرة بعد يوم طويل من العمل في موقع ضخم للإنشاءات بينما كانت الحرارة تتجاوز الخامسة والثلاثين درجة في ذلك اليوم.

وجد أصدقاءه يقومون بإعداد العشاء ويستمعون إلى الراديو ويستمتعون بالنسمات الباردة التي تنبعث من جهاز التكييف القديم ذي الضجيج المزعج..

كانوا مشغولين بإعداد وجبة طعامهم ودعوه ليأتي ليأكل معهم.

كان متعبا جدا ويفكر بالنوم مباشرة بدون تناول العشاء، ولكن عقله كان مشغولا وكان يريد الحديث مع كومار أفضل صديق لديه حول ما كان يفكر به خلال الأيام القليلة الماضية.

ولذلك جاء ليأكل معهم صامتا بينما كانوا يتحدثون عن ما حدث معهم في ذلك اليوم وكيف عانوا الكثير بسبب الحرارة ودرجة الرطوبة العالية في الهواء والأحمال الثقيلة التي كان عليهم حملها.

حياتهم بائسة فعلا لأنهم يعملون في الإمارات العربية المتحدة كخدم وعمال في مواقع البناء مقابل رواتب منخفضة جدا.

الحياة في دبي أفضل من العيش في الهند حيث كانوا كلهم يعانون من فقر مدقع ويتضورون جوعا.

لقد جاؤوا ليعملوا في هذا البلد ليحصلوا على بعض الدخل المالي ويرسلوا بعض النقود إلى عائلاتهم في الهند.

كان راجيف يريد كسب المال بسرعة لإرساله إله عائلته في الهند لأن اثنين من إخوته كانا مريضين ويحتاجان تغذية خاصة بالإضافة إلى الأدوية.

والده في السابع والستين من العمر وغير قادر على العمل والنقود التي يتلقونها من راجيف الآن كل شهر بالكاد تكفي لإعالتهم.

لقد رفض رب عمله زيادة راتبه لأن أجور العمال الهنود كانت كلها تقريبا بنفس السوية رغم أن بعضهم مضى على عمله هناك عدة سنوات.

لقد شعر باليأس ولم يستطع أن يفكر بأي طريقة لزيادة دخله لمساعدة عائلته.

رغم أن جميع أصدقائه تقريبا كانوا يتلقون نفس الرواتب، ولكن ظروفه كانت مختلفة عنهم لأنه كان لديه عائلة كبيرة جدا ليعيلها في الهند.

أنهوا عشاءهم وبدؤوا يرقدون في أسرتهم ليناموا لأنهم كانوا كلهم مرهقين بعد يوم طويل من العمل الشاق.

قال راجيف لكومار: "تعال معي، أريد التحدث معك. يجب أن نخرج لنتمشى. دعنا نذهب إلى الحديقة القريبة لنجلس هناك." نظر كومار بدهشة وشعر أن هناك شيئا جديا في عيني راجيف.

وغادرا الشقة معا ومشيا نحو الحديقة. كان كومار متعبا وسأل راجيف: "ماذا تريد؟ هل هناك شيء ما في بالك؟" فقال راجيف:" أجل. هناك شيء ما في بالي وسأخبرك به الآن. دعنا نجلس على هذا المقعد.

جلسا على المقعد وبدأ راجيف يخبر كومار عما كان يفكر به:" أنا بحاجة للمال من أجل عائلتي. إخوتي مرضى ويتضورون جوعا في الهند. يجب أن أساعدهم.

يجب علي أن أكسب الكثير من المال بسرعة، وأنا بحاجة إلى مساعدتك للحصول عليه." نظر كومار إليه بدهشة وقال: "ماذا؟ أنت تريد مني أن أساعدك للحصول على المال؟ كيف؟"

فقال راجيف بنبرة حزينة في صوته:"أنت تعرف أنه في هذا البلد يوجد قانون ينص على أنه إذا مات رجل بسبب حادث سيارة فيجب على السائق أن يدفع مائة ألف درهم لعائلته.

أريد أن ألقي بنفسي في طريق إحدى السيارات لأموت. وأريد منك فقط أن تشهد الحادث وتأخذ رقم السيارة لتبلغ الشرطة عن السائق."

وأصيب كومار بالذهول، وفتح فاه وأصبحت عيناه مثبتتين على وجه راجيف، فتابع راجيف قائلا:" إنها الطريقة الوحيدة للحصول على المال اللازم لعائلتي.

لا جدوى من حياتي هنا. أنا آخذ فقط ألف وستمائة درهم في الشهر. يجب علي أن أدفع مئتي درهم للطعام ومئتي درهم للملابس ونفقات المواصلات بالإضافة إلى جميع النفقات الأخرى.

وأرسل بقية الراتب وهي ألف ومئتي درهم إلى عائلتي في الهند. إنها ليست كافية لهم لأن لدي تسعة إخوة وأخوات. والدي على قادر على العمل وهناك اثنان من إخوتي مرضى.

إنهما يحتاجان تغذية خاصة. والدي يحتاج المال لإجراء عملية جراحية لكليته. إذا بقيت هنا أعمل لمائة سنة فلن يمكنني أن أحصل على كل المال الذي يحتاجونه.

نظر كومار إلى راجيف بحزن وأسف. فتابع راجيف: "أنا أعمل مثل الحمار لأكثر من عشر ساعات كل يوم كما ترى ولا يوجد طريقة للحصول على المال لهم.

أنا لست سعيدا في حياتي هنا. لا أظن أني سأكون قادرا على تحسين حياتي أبدا وأن أحصل على عشر المال الذي تحتاجه عائلتي.

أنا أريد التضحية بحياتي لمساعدة عائلتي وإنقاذ حياة والدي. لذلك فقد قررت أن انتحر وأحتاج إليك لتكون شاهدا على ذلك."

وقال كومار بينما كان على وشك البكاء:"كلا، أرجوك يا راجيف، لا أستطيع أن أدعك تموت. أنت صديقي، لا يمكنني أن أراك تموت هكذا."

فرد راجيف في الحال:"ساعدني يا كومار. لا يمكنني أن أعيش هكذا وأن أدع أي فرد من عائلتي يموت.

أنا أريد أن أنهي كل معاناتهم. أريد أن أجعلهم سعداء وأغنياء. أرجوك، ساعدني، إذا لم تكن تريد مساعدتي فسأطلب من صديق آخر أن يساعدني."

فقال كومار: "كلا، أرجوك، أحب أن تعيش وأن تكون سعيدا. أتمنى لو كنت أستطيع مساعدتك بطريقة أخرى. أنت تعرف أن وضعي يكاد يكون تقريبا مثل وضعك.

لا أستطيع أن أعطيك أكثر من عشرين درهما الآن إذا كنت تريد أن تقترضها. يجب علي أن أرسل المال لأسرتي الفقيرة كل شهر كما تعرف. كل أصدقائنا حالهم هكذا.

ربما نستطيع أن نطلب منهم أن يعطوك بعض المال..." فقاطع راجيف كومار قائلا:"كلا، أرجوك،هذا لن يكون كافيا للمساعدة.

عائلتي تحتاج إلى أكثر من ذلك، وأنا لا أستطيع أن أرد لكم نقودكم في جميع الأحوال. حتى لو أعطيتني أنت وكل أصدقائي كل ما تملكون كل شهر، فلن يكون كافيا لإنقاذ عائلتي.

يؤسفني أن أزعجك، ولكني بحاجة لمساعدتك للحصول على المزيد من المال بسرعة كما قلت لك لأساعد عائلتي وإنقاذ والدي المريض."

وفكر كومار بعمق بما قاله له راجيف، هناك فعلا قانون في الإمارات العربية المتحدة الآن يلزم سائق السيارة أن يدفع مائة ألف درهم

إلى عائلة الضحية عندما يقتل في حادث سيارة كتعويض. لقد صار العديد من الهنود يلقون بأنفسهم تحت عجلات السيارات لينتحروا من أجل مساعدة عائلاتهم.

لقد كان كومار نفسه على وشك أن يفعل ذلك، ولكنه يحب الحياة ولا يحب أن يموت. راجيف الآن واقع تحت ضغط شديد ليموت بهذه الطريقة ليساعد عائلته. لا توجد طريقة أخرى لمساعدة عائلته إلا هذه الطريقة.

وقال راجيف بصوت فيه رجاء: "أرجوك، لا تبلغ أحدا بما أخبرتك به. يجب أن نعود الآن لننام، ويمكننا أن نرتب ما نريد أن نفعله فيها بعد." وتوجها نحو الشقة ببطء بدون أن يتكلما مع بعضهما.

وبدأ كومار يعتقد أن راجيف شاب شجاع لأنه ليس خائفا من الموت. لا يمكنه أن يفهم كيف يمكن أن يلقي راجيف نفسه تحت عجلات سيارة مسرعة ويموت بسبب كل آلام الجروح والعظام المكسورة التي سيصاب بها.

لا بد أن يكون راجيف يعاني من ألم نفسي طاغ يرغمه على أن ينهي حياته بهذه الطريقة.

ولا بد أنه أيضا شاب طيب جدا مستعد للتضحية بحياته من أجل عائلته.

وقال كومار لنفسه: "راجيف أكثر شجاعة مني فعلا لأنه يقبل الموت بهذه الطريقة. أنا ما كنت لأفعل ذلك مهما حدث لي، ولا حتى من أجل إنقاذ عائلتي إذا كنت مكانه."

وتحدث راجيف وكومار عما يريدان أن يقوما به لعدة أيام. حاول كومار بشدة أن يقنع راجيف أن يغير رأيه بكافة الطرق الممكنة، ولكنه لم يستطع أن يجعله يغير رأيه.

وبعد عدة أيام جلسا معا ليتفقا على ما يجب عليهما أن يفعلاه. اقترح راجيف أن يذهبا إلى شارع خال وأن ينتظرا مجيء سيارة حديثة ثم أن يقوم هو بالقفز معترضا طريقها ليدعها تصدمه أو تمر من فوقه.

يجب على كومار أن يأخذ رقم السيارة فورا قبل أن يهرب السائق، وأن يتصل بالشرطة ويبلغهم أن راجيف قد مات لأن تلك السيارة قد صدمته.

يجب أن يحدث ذلك في شارع خال لأنه يجب أن لا يرى الناس أن راجيف قد قفز قصدا في طريق السيارة. يجب أن يكون كومار الشاهد الوحيد في المحكمة ليقول أن الأمر كان حادثا وليس انتحارا.

ذهب الصديقان إلى شارع خال بعد منتصف الليل وانتظرا مجيء سيارة حديثة. بعد حوالي نصف ساعة دخلت سيارة مرسيدس حديثة في الشارع بسرعة عالية.

قال راجيف: " تلك هي سيارة حديثيا كومار، ةصاح بها غني. سأذهب الآن. وداعا يا صديقي." ومشى راجيف بضع خطوات للأمام وتوقف على الرصيف بانتظار اقتراب السيارة منه.

عندما أصبحت السيارة على بعد عدة أمتار منه، قفز راجيف إلى الشارع أمامها، وصدمته السيارة فورا لأن السائق كان غير قادر على استخدام الفرامل قبل أن يصدم راجيف.

ارتمت جثة راجيف على الأرض بدون حركة. نظر كومار فورا إلى رقم السيارة وحفظه عن ظهر قلب.

وتوقفت السيارة على بعد حوالي عشرة أمتار على جانب الطريق، فركض كومار ليفحص جثة صديقه وأمسك بمعصم راجيف ليجده بدون نبض.

وجاء سائق المرسيدس ليرى الجثة ووقف بدون حركة وهو خائف.، فقال له كومار: "أنت قتلت صديقي أيها المجرم ."

فرد السائق:" لقد قفز إلى الطريق عن قصد قبل سيارتي ولم أستطع أن أتوقف." وبدأت الدموع تتساقط على خدي كومار.

وبدأ السائق يشهق بالبكاء. وفجأة، نظر كومار إلى وجه السائق بدهشة. لقد كان السائق هنديا ولا يبدو عليه أنه غني. فسأل كومار السائق:"هل أنت من الهند؟ أرجو أن يكون باستطاعتك أن تدفع مائة ألف درهم لعائلته."

فرد السائق فورا:" أنا فقير جدا. أنا فقط سائق بسيط عند صاحب هذه السيارة. لست أملك المال لأدفع لعائلته. سيدي مالك السيارة لن يساعدني لدفع مائة ألف درهم كما تريد.

سيضعوني في السجن ويرحلوني إلى الهند. ستموت عائلتي من الجوع إذا أصبحت في السجن." فنظر كومار بدهشة وأسف إلى جثة راجيف.

وصار يقول لنفسه:" آه يا راجيف، ما الذي فعلته؟ لقد دمرت حياة هذا الشاب وعائلته أيضا. لقد ضيعت حياتك من غير جدوى."

نظر السائق إلى كومار وقال له فجأة:" اسمع يا أخي، دعني أذهب ولا تخبر أحدا عما رأيته. أرجوك دعني أنجو." نظر كومار إليه وأجابه." "كلا، يجب أن آخذك إلى الشرطة. أنت قتلته."

فترجى السائق كومار وانحنى أمامه قائلا: "أرجوك، أن مستعد لأن أقبل يدك ورجلك. دعني أذهب الآن أرجوك. لا أريد الذهاب إلى السجن. عائلتي سستتضور جوعا."

نطر كومار إليه ولم يدر ماذا يقول. لم يسبق له أبدا أن كان في مآزق كهذا في حياته كلها وكان صعبا عليه أن يتخذ قرارا بسرعة.

لم يكن هذا ما خطط له هو وراجيف ويجب عليه أن يفكر بطريقة لمساعدة عائلة راجيف وهذا السائق الخائف الذي كان يترجاه.

لقد فقد راجيف حياته وإذا قام كومار بإبلاغ الشركة عن هذا السائق فسيضعوه في السجن ثم يرحلوه إلى الهند، وهذا سيجعل عائلته عاجزة وتتضور جوعا إلى الأبد.

بدأ السائق يقبل يدي كومار راجيا منه أن يدعه يهرب من ذلك المأزق الخطير. قال لكومار: "أنا مستعد لأن أعطيك ما تريد. لدي بعض المال.

معي بعض المال في السيارة، وهو ملك لصاحب السيارة ولكني سأقول له أني قد فقدت المال أو أنه سرق مني. هذا أهون من السجن."

وركض السائق إلى السيارة وعاد ممسكا ببعض المال في يده وقال: "هذه خمسة آلاف درهم.

أرجو أن تأخذها وتدعني أذهب يا أخي. دعني أنجو وخذ المال لعائلتك. أرجوك ما عليك سوى أن تسكت يا أخي."

وتردد ومار،. لم يعرف ماذا يفعل. عندما ذكره السائق بإرسال المال إلى عائلته برقت عيناه بسعادة داخلية، وتناولت يده المال ببطء.

لم يكن قد امتلك مبلغا كبيرا كهذا في حياته كلها في يده. يبدو أنها فرصة جيدة لتحسين مستوى عائلته لعدة شهور. قال كومار للسائق: "حسن يا أخي، يمكنك أن تذهب. لن أبلغ الشرطة عما فعلته لصديقي" .

وقبل السائق يدي كومار مرة ثانية وقال:"شكرا لك يا أخي." وركض إلى سيارته وانطلق بها مبتعدا بسرعة.

ومشى كومار مبتعدا عن الجثة بينما كانت يده تقبض على المال بشدة في جيبه. نظر حوله في الشارع ولم يجد أحدا حوله فأدرك أن أحدا لم ير ما حدث خلال الدقائق القليلة الماضية.

وجدت الشرطة جثة راجيف وبعد إجراء تحقيقات طويلة لم تعرف من كان مسؤولا عن ذلك الحادث. أرسل كومار المال إلى أسرته لتحسين مستوى معيشتهم،

وكانوا سعداء جدا بالمال. بدأ ضميره يعذبه ويقول له أنه كان يجب أن يرسل المال إلى أسرة راجيف ولكنه كان يعتبر راجيف أحمقا لأنه مات من أجل لا شيء.

قال لنفسه: "لقد قضى راجيف عدة أسابيع يفكر بالانتحار، وخطط لكل شيء لكنه لم يفكر أبدا أن السائق قد يكون هنديا فقيرا مثله.

لم تكن شجاعة راجيف مفيدة لأن الشجاعة بدون تفكير جيد وحكمة يمكن أن تؤدي إلى كوارث كهذه. الحمد لله أني جبان ولم أفعل ذلك أبدا."

لقد أخذ كومار المال من السائق لأنه لم يكن هناك جدوى من إرسال شخص فقير إلى السجن، ولم تكن تلك غلطة السائق على أي حال.

بعد عدة سنوات، كان كومار يمشي في السوق لزيارة أحد أصدقائه الذي كان يعمل كبائع في محل للمجوهرات بالقرب من أكبر مركز للتسوق في دبي.

وقبل أن يصل إلى محل صديقه شاهد سائق المرسيدس الذي صدم راجيف يخرج من المحل ومعه علب كبيرة من المجوهرات في يديه.

نظر إلى الرجل وتذكر كيف قابله قبل عدة سنوات في تلك الليلة عندما مات راجيف. سار السائق مبتعدا بدون أن يرى كومار وركب سيارة بي إم دبليو حديثة وانطلق بها مبتعدا مبتسما ابتسامة ثقة واسعة.

لاحظ كومار هذه المرة أن الرجل كان يرتدي ثيابا غالية وأنيقة جدا وحذاء لامعا.

من النادر أن ترى هنودا برتدون ثيابا كهذه في دبي لأن معظمهم فقراء جدا. قال لنفسه: "إذا كان فقيرا فكيف يمكنه أن يشتري بدلة وحذاء كهذا؟"

دخل كومار إلى المحل ووجد صديقه يقوم بعد النقود بيديه، فقال كومار: " مرحبا يا راجو.كيف حالك؟ هل اشترى ذلك الرجل منك شيئا؟"

قال راجو وقد بدت نظرة حيرة على وجهه:" أجل، ألا تعرفه؟ إنه مليونير معروف هنا، كل عائلته أغنياء هنا وهو يشتري دائما مجوهرات وذهبا وهدايا ثمينة لزوجته وأقاربه.

أنا أعرف كل عائلته هنا." أصيب كومار بصدمة فسأله بسرعة:" ماذا؟ هل أنت واثق من هذا؟ ذلك الرجل الذي غادر محلك منذ قليل يحمل بيديه عدة علب مجوهرات وانطلق بسيارة الـ بي إم دبليو؟"

فقال راجو بثقة:" أجل، أنا واثق تماما من ذلك. أنا أعرف كل عائلته. هم دائما يأتون لشراء أشياء ثمينة من مراكز التسوق القريبة والمحلات التجارية الفاخرة القريبة. لماذا تبدو مندهشا يا كومار؟"

فكر كومار بجواب لذلك ثم قال:" في الحقيقة أن أحد أصدقائي أخبرني أنه سائق فقير يعمل لدى رجل ثري هنا."

فقال راجو وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه:" كلا يا كومار، لا تصدقه. أنا مستعد أن أريك مكان سكنه مع عائلته لأننا أحيانا نرسل لهم طلبيات إلى منزلهم.

كلهم يمتلكون بطاقات ائتمان وأسماؤهم مكتوبة عليها ولديهم سيارات غالية. والده يعمل بالتجارة هنا منذ أكثر من ثلاثين سنة. ثق بكلامي، أنا أعرفهم جيدا."

وغادر كومار المحل بعد عدة دقائق بدون أن يخبر راجو بالقصة. كان يشعر أنه قد خدع من قبل ذلك الرجل. لقد صدقه وأخذ المال منه بعد أن مات راجيف لأنه اعتقد أنه فقير مثله.

معظم الهنود فقراء هنا في دبي، ولكن بعضهم أغنياء. لقد فات الأوان الآن بالنسبة لإبلاغ الشرطة عنه. وفكر كومار مرة أخرى كيف مات راجيف بلا جدوى وقال لنفسه:

"لقد اعتقد راجيف أنه كان ذكيا، ولكن يبدو أن ذلك الشاب الغني يتفوق عليه وعلي بالذكاء والدهاء. أنا لم أقصد أن أفعل ذلك مع راجيف.

ولكن، على كل حال، إذا باع شخص حياته مقابل مائة ألف درهم فلا غرابة أن يبيعه صديقه بخمسة آلاف درهم فقط".